أشار السفير الدكتور هيثم ابو سعيد (رئيس بعثة المجلس الدولي لحقوق الإنسان وللجنة الدولية إلى الأمم المتحدة في جنيف) خلال ورشة العمل لمجلس حقوق الإنسان الأممي لليوم الثاني حول حقوق الإنسان من أصول أفريقية أنه تتلقّى حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضربات مبرّحة منذ سنين طويلة، على يد أنظمة قمعية مستعدّة لتنهال عليها بكل ما أُوتِيَت من سبل بربرية وتدميرية وغير قانونية، بهدف سحق التطلعات الديمقراطية لمواطنيها. فالحكومات لم تتوانَ عن استخدام العصيّ والهراوات والرصاص لشنّ حملات قمعية واسعة النطاق، وسجن عشرات الآلاف من المواطنين الذين وُسِموا بأنهم معارِضون سياسيون؛ وطال القمع أيضاً الصحافيين والمنظمات غير الحكومية. كذلك، شنّت الحكومات في بعض الدول هجمات بغاز السارين وأطلقت الصواريخ ضد شعبها. لكن بارقة الأمل معقودة على مسار لايُمكن عكسه، ويتمثّل في الوعي الجديد الذي بُثّ في نفوس المواطنين، ولاسيما الشباب، الذين باتوا يفهمون حقوقهم الإنسانية الأساسية. ربما تملك الحكومات راهناً اليد العليا في سلب هذه الحقوق، لكن الوضع لن يبقى كذلك إلى الأبد. وحتى لا نبقى في إطار التشخيص والانتقال إلى خارطة طريق يرى مجلس حقوق الإنسان أن الوقاية من الانتهاكات وتعزيز حماية حقوق الإنسان، بما في ذلك في حالات النزاع وانعدام الامن ، بالإضافة إلى تعزيز المشاركة وحماية الفضاء المدني و تقوية سيادة القانون والمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان مع مزيد من تطبيق توصيات الآليات الدولية لحقوق الإنسان.